أجمل قصة واقعية عن الأم والأبن والعبرة منها رائعة.
-يا بني ،لماذا إلى الآن لم تختر بنت الحلال؟!
-يا أمي الحبيبة لا أريد حالياً الزواج.
- إلى متى ؟ سأموت وأنت لم تتزوج.
جلس سعد إلى جوار أمه وأخذ يقبل يديها ويقول : أطال الله في عمركِ يا أماه ، ولكن أنا لم أجد إلى الآن الفتاة المناسبة لي .
- لقد وجدت لك فتاة تناسبك جداً.
- هل هي رهف بنت جارنا مجدداً ؟!
-ما الذي يُعيب الفتاة يا بني ؟ إنها فتاة طيبة وجميلة وتناسبك.
- أمي أرجوكِ كل الفتيات إلا بنت جارنا رهف .
- أخبرني لماذا لا تطيق السماع بأسمها ؟ هل بدر منها شيئاً يزعجك؟!
-كلا ، ولكن أنا لا أحب الفتيات اللواتي يدرسن الجامعة .
-هذا هو السبب!
-أليس كافياً.
-يا بني، ما فائدة الأمية وعدم التعلم ، نحتاج بعضنا عندما نتعلم ، فكما أنتم الرجال تتعلمون نحن النساء أيضاً يجب أن نتعلم ؛ حتى نبني مجتمع قوي من المتعلمين والمثقفيين .
-قد تتعلم الفتاة نعم ولكن يجب أن تتعلم ما ينفعها ڪأعمال المنزل ، والخياطة وغير ذلك من الأعمال التي تناسب المرأة .
- ماذا عن بقية العلوم كالطب ، والصيدلة ،والمختبرات ؟!
-أنا لا أرى أنه من الضروري أن تتعلم الفتاة ذلك، كجارتنا الدكتورة رهف! قال سعد مستهتراً .
-سترى يوماً من الأيام بأن ذلك مهم جداً للفتاة أن تتعلم كل شيء.
لقد أخرجتنا عن موضوع الزواج كعادتك ، ولكن هذه المرة أنا مصممة عليك أن تستعجل وتجد بنت الحلال التي تناسبك .
ضحك سعد وأحتضن أمه قائلاً: إن شاء الله يا أمي .
مرت الأيام والليالي وذات ليلة مرضت أم سعد مرضاً شديداً فلم يعلم سعد ما الذي يجب أن يفعله.
كان يرى أمه تصارع المرض والألم المفاجئ لها وهو مكتوف الأيدي .
حاول أن يأخذ والدته إلى أقرب مركز صحي ولكن الأم كانت على وشك الموت وليس هناك وقت كافي لنقلها إلى مركز صحي ، حتى أن المركز الصحي بعيداً جداً من مكان سكن سعد .
بينما أم سعد تعاني من الألم فكر سعد بجارتهم رهف التي تدرس صيدلة ، وقال في نفسه :سأذهب إليها لعلها تستطيع مساعدة أمي
لن أترك أمي للموت!
ذهب مسرعاً إلى بيت جارهم منادياً أخو رهف أشرف .
أجاب أشرف : ماذا هناك يا سعد ؟!
-أرجوك يا أشرف أمي بين الحياة والموت نادي أختك رهف لعلها تساعدنا .
ذهب أشرف على الفور يخبر أخته بأن أم سعد محتاجة إلى مساعدة وتكاد أن تموت . . . لم تفكر رهف لبرهة في عدم المساعدة ، أخذت أمتعتها وخرجت مع أخيها إلى منزل أم سعد .
دخلت على الفور إلى الغرفة وأم سعد مستلقية على الفراش تتألم بشدة .
نظر إليها سعد وقال: أرجوكِ يا رهف ساعديني أمي ستذهب من بين يدي .
أجابت رهف : لا تقلق سأساعدها .
نظرت رهف إلى عيني أم سعد ثم أخبرتها أم سعد بمكان الألم بالتحديد . . . فعرفت رهف أن هذا تسمم غذائي .
فطلبت من أم سعد أن تفتح فمها لتستطيع أن تجعلها تقيء ما في معدتها .
نجحت رهف في إخراج المادة التي تسممت بها أم سعد ولكن أم سعد سرعان ما فقدت الوعي .
نظر سعد إلى أمه بعينين خائفتين منادياً: أماه ، أماه . . .
ألتفت نحو رهف قائلاً: ما الذي حصل يا رهف ؟!
-لا تقلق لقد أخرجت كل ما في معدتها ، جسدها الآن يحتاج إلى بعض السوائل من أجل الطاقة .
- ما العمل ؟!
أخرجت رهف من حقيبتها كانيولا و مغذية (glucose) قائلةً: من حسن الحظ أننا اليوم درسنا محاضرة عن الإسعافات الأولية وتعلمت كيف أحقن الكانيولا وتبقى معي هذه المغذية من التطبيق الذي طبقناه اليوم .
حقنت رهف الكانيولا وأكملت إجراء أهم الإسعافات الأولية لأم سعد .
-لقد خف الألم عن أمي .
-أنا لم أقم إلا بالإسعافات الأولية فقط ، يجب أن تذهب بها غداً إلى المشفى من أجل أن تقوم ببعض الفحوصات الطبية لضمان سلامة "GI tract" بعد التسمم .
- حسناً أنا أشكرك كثيراً دكتورة رهف ، في الحقيقة أنا عاجزاً عن شكرك .
- لا داعي للشكر ،هذا واجبي .
تذكر سعد حينها كلام أمه وهي تقول :سيأتي اليوم الذي ستعلم بأن الفتاة يجب أن تتعلم وأنه يجب أن يكون في كل بيت مسعف .
" النهاية "