قصة ما قبل النوم
الغش وعاقبته
رجل كان مغتربا في السعودية قبل فترة طويلة من الزمن وكان يملك مصنعا للبلك وكانت أموره طيبة وبعد فترة من الزمن خف العمل عنده مع إنتشار مصانع البلك الأوتوماتيكة وقل دخله ..
اغراه الشيطان بفكرة يزيد بها من دخله وذلك بأن يغش في عدد البلك المباع ( مثلا لو اشتري منه أحدهم الفي حبة بلك سيحمل له 1700 حبة ولو اشترى الف حبة سيحمل له 800 حبة وهكذا وعلى إعتبار ان الزبائن من المستحيل ان يعدوا البلك )
جاء المشتري الأول وغشه في عدد البلك وجاء بعده مشتري آخر فغشه كذلك في عدد البلك...
المشتري الثالث بعد أن اوصلوا له البلك قام بعده فجاء للمصنع يصيح فيهم ويتهمهم بالسرقة ..
قال له صاحب المصنع. : العفو منك يا أخي شكل العمال غلطوا في العد ولكن الآن سنرسل لك باقي البلك ..
وفعلا ارسل له باقي البلك ..
ومن ثم فكر وقال لنفسه ( هذا ليس عملي وطريقي ومنهجي !! ماذا لو ذهب أحدهم للشرطة ؟ )
عندها قرر بيع مصنع البلك وتصفية عمله هناك وعاد إلى بلده وفتح له فيها مشروع تجاري وكانت أموره طيبة ..
بعد 20 سنة من عودته من السعودية قرر الحج وفعلا ذهب للحج وبعد عودته بحوالي خمسة عشر يوما رأي في منامه انه قد مات وتم دفنه ..
والرؤيا هنا على لسانه ..
رأيت إنني قد مت وقام أهلي بتغسيلي وتكفيني ودفني ، وكنت والله اسمع قرع نعالهم وهم يغادرون المقبرة ..
عندها تم فتح سرداب طويل في القبر وقررت الحبو والزحف في السرداب وكان طويلا وخرجت في نهايته على منظر جميل جدا جدا وفيه رأيت حدائق غناء وانهار جارية ووالله ان رائحة الشجر العطرة مازالت عالقة في أنفي ..
مشيت ناحية هذا البستان وهممت بالدخول وقبل أن أدخل من الباب فجأة قبض علي رجلان وامسكاني من يداي وقالا لي : إلى أين أنت ذاهب ؟
قلت لهما : اتركاني ادخل ..
قالا له : اين تدخل ؟!!! ألم تعرفنا ؟
قلت لهما : لا والله ما عرفتكما ..
قالا : نحن أصحاب البلك الذي غشيتنا فيه ..
تلعثمت وحاولت التبرير ولكنهما جراني جرا وذهبا بي في طريق آخر حتى وصلا لفتحة عظيمة تخرج منها نار وعلى بابها كان هناك كائن عملاق جدا جدا وكان بجانيه رجال ونساء يصرخون من الألم وكان هذا الكائن تارة ياخد مجموعة من الرجال والنساء ويدخلهم في زيت مغلي ساخن فيزداد صراخهم ولكنهم لا يموتون وتارة يكب أناس آخرين على وجوههم في النار !!
شويه وأخد هذا الكائن سيخ حديد ووضعه على النار حتى احمر ومن ثم أخذه وغرسه في رأس أحدهم حتى خرج السيخ من دبره ..
كان منظرا مرعبا جدا جدا لا يتخيله عقل ..
فجأة اقبل هذا الكائن جهتنا وقال لنا : ما مشكلتكم ؟
قال الرجلان : هذا الرجل غشنا في عدد البلك ..
نظر لي الكائن العملاق وقال : هل هذا صحيح ؟!
تلعثمت وقلت : هذا كان قبل فترة طويلة وعدد البلك قليل جدا وووو ..
قال الكائن لنا : هاتوا كتبكم ..
مد الرجلان له كتبهما وفجأة رأيت كتابا بجانبي وعرفت انه كتابي فامسكته وأعطيته الكائن العملاق .
فتح كتابي وأخذ منه صفحات ودسها في كتاب الأول ومد له كتابه وقال له : انصرف ..
انصرف الرجل الأول ..
ومن ثم اخذ صفحات او شيء من كتابي مثلما فعل مع الأول ووضعها في كتاب الثاني ومده له وقال له انصرف ..
انصرف الرجل ..
اخذت كتابي وهممت بالرحيل فقال لي الكائن العملاق : أين أنت ذاهب ؟!
قلت له : سأعود إلى حيث كنت ومن حيث اخذني الرجلان ..
قال له الكائن العملاق : انت ستبقى عندنا ..
ومن ثم اجلسني على كرسي وأخذ سيخا من النار وكان يسيل من السيخ زيت مغلي ووضعه فوق رأسي إستعدادا لغرسه في رأسي فوقعت نقطة زيت منه على رأسي فسلخت فرَوة رأسي وأحرقت لحمي حتى بان العظم ..
عندها صحوت من نومي مفزوعا وانا ابكي ابكي وأصرخ بصوت عالي ..
جاء اهلي على صوتي ويسألونني عما حصل فرفصت أخبارهم ..
كان الوقت قبل صلاة الفجر بساعتين وجلست وحدي في غرفتي ابكي ابكي حتى حان وقت صلاة الفجر فذهبت للمسجد وصليت وأنا والله ابكي من هول ما رأيت ..
كنت قد نسيت ما فعلته قبل 20 سنة ولم أكن اتذكره او احس بتأنيب ضمير حتى اقنع نفسي انه حلم بسبب تفكيري فيه ..
ذهبت في الصباح للقاضي محمد بن إسماعيل العمراني وقصصت عليه الرؤيا فبكى بكى وقال لي : ما الذي فعلته يا ولدي ؟! والله لقد رأيت الجنة والنار !!!
قلت له : والله لم اغش سوى هذان الاثنان وتبت حينها وتوقفت عن الغش ..
قال القاضي العمراني : هل تستطيع الوصول لهما في الرياض ؟!
قلت له : مستحيل يا قاضي .. هذا كان قبل 20 سنة والان الرياض تغيرت ..
قال لي القاضي : والله لا أملك سوى أن أقول لك ان تتصدق بقيمة هذا البلك بل بضعفي قيمته وبنية ذهاب الأجر للرجلين اللذان غشيتهما وأكثر من الإستغفار والتصدق ونسأل الله أن يتقبل هذا منك ..