قصة واقعية قصيرة مؤثرة
في إحدى المدن الصغيرة وفي ليله شتاء باردة وجو عاصف ولدت مها ومع وصول مها للحياة توفيت والداتها أثناء الوضع.
خرج زينهم يحمل ابنته بين ذراعيه وهي تبكي بشدة وكأنها أحست باليتم في أول يوم تستقبلها الحياة ويجهز في نفس الوقت إجراءات دفن زوجته.
كفلت مها عائلة خالتها ليليا لبضعة أشهر حتى تزوج زينهم من سيدة أرملة توفي زوجها في حادث ولم يكن لها عائل غيره.
مرت الأيام ومها تعيش في كنف زوجه أبيها درية حتى رزقت درية بابنه أسمتها سعيدة
تغيرت معاملة درية لمها وقاس علبها وأهملتها بل جعلتها كالخادمة تقوم بكل أعمال المنزل وان أخطأت تعاقبا بالضرب المبرح والسب والشتم. رويدا رويدا أحست مها أن هناك تفرقه في المعاملة بينها وبين أختها سعيدة من قبل درية.
حاولت ان تشتكي لابيها ولكن دريه دائما ما كانت تنكر ذلك بل تقلب الطاولة علي مها وتجعل زينهم يعاقبها بالضرب والاهانه.
ملت مها من تلك الحياه القاسية وقررت ان تهرب من البيت الي الشارع لعلها تحدي من يرحمها او يرأف بها
خرجت من البيت متسلله ليلا بعد ان اخذت كل الاموال الموجوده في المتزل ولملمت ملابسها في كيس بلاستيك كبير
واتجهت الي محطه القطار واستقلت القطار المتجه الي القاهره.
عندما وصلت محطه مصر ذابت وسط الزحام تبحث عن ماوي خاصة ان بعض العيون بدات ترمقها في نظرات شيطانية وكانها فريسه وقعت وسط الذئاب.
اتجهت الي احد الحدائق العامه وافترشت الارض ونام نوم عميق من شده التعب لم تشعر بالضوضاء او الصخب ولم تقلق علي نفسها رغم ان هذه اول ليله تبيتها بعيدا عن اسرتها وفي الشارع حيث لا يوحد سقف او حدران او بابا يغلق عليها
في الصباح شاهدها شاب يعمل علي عربيه فول فارسل لها سندوتشات ولما علم ما حدث لها عرض عليها ان تعمل معه وتساعده في اعداد السندوتشات للزبائن
فرحت مها بالعرض والعمل مع خميس
وكانت المشكله اين ستنام ليلا
وقتها اصطحبها خميس الي غرفته فوق السطوح وطلب منها عدم الظهور لاي شخص حتي لا تحدث مشاكل
واصبح خميس يعاشرها معاشره الازواج كل ليله حتي حملت منه.
خشي خميس من الفضيحه وطلب منها اسقاط الحنين الا انها رفضت خوفا علي حياتها وطلبت من خميس ان يتزوجها
ولكن خميس رفض الارتباط بها ولكنه اخبرها انها ستمكث في الحجرة حتي تلد مولودها ثم يتم النخلص منه عن طريق وضعه في حديقه من الخدائق العامه ليواجه مصيره اما ان تتلقفه يد الرحمه او يموت.
وقد حدث ما تم التخطيط له وتم القاء الطفل امام باب احد الحدائق العامه بالمتطقه في وقت ما بعد الفجر
وبعد ان تخلص خميس ومها من الطفل
تركها خميس في الشارع بمفودها تواجع المجتمع بعد ان فقدت عذريتها. جلست مها علي النيل تنظر الي المياه النقيه وترين وجهه في صفحة المياه وتسالي الي اين سأذهب
فأنا لا استطيع ان اعود الي المنزل بعد ان هربت منه وسرقت اموال ابي
وماذا ساقول لهم عن فتره غيابي
وقتها شاهدها احد سائقي التاكسي وهو يجلس علي سور الكورنيش يحتسي الشاي والاستراحه من عناء العمل
وجدها تبكي ودموعها تملاء وجنتيها وفي عييناها حزن شديد
جلس بحوازها وسالها ان كان يستطيع ان يقدم لها اي مساعده
ولما علم حكايتها وعرف انها وحيده
قرر ان يصطحبها الي بيته وان يتزوجها
بعد ان شعر بصدق حديثها وانها ضحيه الظروف.
كان حمدي سائقا ماهرا ولكن مشكلته الوحيده التي جعلته سئ السمعه هو تعاطيه المخدرات وقد تم القبض عليه بسبب عمله كدبلر بالتاكسي وتم الافراج عنه منذ فتره قريبه.
لقد وجد في مها فرصه جيد للزواج فهي وحيدة ولن تكلفه شئ ومذلكلا احد سيزوج ابنته لشخص مثل حمدي تم حبسه في قضيه مخدرات ومدمن ايضا
في بدايه الزواج كان كل شئ علي مايرام
ولكن بدا حمدي في اصطخاب اصدقائه الي شقه الزوجيه والسهر حتي الفجر مع تعاطي المخدرات بشراهة جعلته يفقد تركيزه وعقله ووعيه
وقد تعرضت مها اكثر من مره للاغتصاب علي يد احد اصدقائه المدمنين ولم تستطع ان تخبر حمدي بما حدث خوفا من ردود افعاله الغير محسوبه وغير المتوقعة.
مع اهمال حمدي لعمله وادمانه للمخدرات باع التاكسي الذي كان مصدر دخل له ولمها
وبعد ان نفذت نقود التاكسي بدا في بيع اثاث المنزل قطعه تلو قطعه وغرفه وراء غرفه.
لم يجد حمدي سبيلا في الاستمرار في التعاطي غير اجبار زوجته علي معاشره المترديين علي المنزل حتي بستطيع التعاطي اما باخذ اموال منهم لشراء المخدر او بالتعاطي مع الزبون بعد ان يقضي وتره مع مها
اصبحت مها بضاعة رخيصة مزجاه
سئمت هذه الحياه التي جعلتها في متناول المدمنين وراغبي المتعة الحرام
طالبت حمدي بالتوقف عن التعاطي وان يبدا من جديد حياه نظيفه وستتحمل معه كل الظروف والمصاعب بعيدارعن هذا المستنقع النتن من الاثام والشرور.
وافق حمدي علي طلبها ولكن طرحا حمدي سؤال خبيث لغرض في نفسه
وهو كيف سنعيش ومن اين نحصل علي المال
وقتها ارادت مها ان تفعل اي سئ في مقابل الا تعود لتلك الحياه المهينة
اقنعها حمدي بأن تحصل علي قرض بمبلغ مائه الف جنيه حتي يستطيع ان يبدا مشروع ميني ماركت
وافقت مها علي طلب حمدي وقدمت علي القرض خاصة ان حمدي اقنعها انه لا يستطع ان يقترض لأن صحيفه الحاله الجنائية الخاصة به ملوثه باحكام سجن
وخاصة ان الجريمة اتجار مخدرات وبالتالي لن يوافق اي بنك علي قرض باسمه.
حصلت مها علي القرض وسلمت المبلغ الي حمدي الذي اختفي من حييه معها بمجرد حصوله علي المال وتركها تواجه اقساط القرض والفوائد بمفردها وهي لاحول لها ولاقوه
بعد تعثر مها في السداد رفع البنك قضيه علي مها وتم اصدار حكما غيابيا بحبسها
وأصبحت بين عشية وضحها مطارده من الأجهزة الامنيه واداره تنفيذ الاحكام.
ضاقت الدنيا بمها ولم تعد تتحمل قسوه الحياه ولم تجد بد ان تسلم نفسها الي الشرطه لتنفيذ حكم السجن
وفي السجن تعرفت مها علي نوعيات مختلفة ومتنوعه من المجرمات
منهن تجار المخدرات والدعارة والسرقه والنشل وجدت تنوعا هائلا من التخصصات
الاجراميه وصارت بين مها وهن علاقات صداقه قويه ومتينه رسخها طول مده السجن وو قسوه السجان و بشاعه المجتمع الذي جعل منهن ضحايا.
مع الوقت أكتشفت مها أن الضياع الحقيقي هو البعد عن الله و من السجن بدأت مها تعلم الصلاة و سماع القران و الدعاء المستمر و البكاء علي الذنب
وفي أخر يوم لها في السجن ذهبت المسئولة عن العنبر الصول مني لإيقاظ مها
الإ أن مها قد وافتها المنيه
فقد كان اليوم الأخير لها في السجن هو اليوم الأخير لها في الحباة
وكأن الدنيا سجن
والموت حياة
اللهم احسن ختام الجميع
تمت