من أعظم ماشاهدته عيناي قصة واقعية مصرية عن عزاء الأب
تالت يوم عزاء أبويا وبالأخص وانا واقف باخد العزا أمي بعتتلي عشان خالتي عاوزة تعزيني لأنها كانت بتعتبرني زي ابنها بالظبط, طلعت عند عزاء الستات وسلمت على خالتي وفضلت طبعا تواسي فيا كتير أوي, وفي النهاية سبتها عشان أنزل أكمل باقي العزاء, بس الغريب إن كان فيه اتنين ستات جايين العزاء ونازلين هما كمان, طبعا ماخدوش بالهم مني ولقتهم بيترحموا على ابويا وبيتكلموا, وسمعت من واحدة فيهم جملة غريبة أوي, كانت بتقول "الله يكون في عون الست الكبيرة,
بنتها تختفي من 20 سنين وانهاردة ابنها يموت وهي لسة عايشة" الكلمة فضلت في وداني كتير أوي, وفعلا أشفقت على جدتي اللي ابنها مات خلاص وبنتها اختفت من سنين طويلة, بس فعلا أنا مكنتش أعرف عمتي اختفت ليه أصلا, أو ايه حكاية اختفائها لأني كنت صغير في الوقت ده, وعدى اليوم وبعد يومين كمان بدأت الأمور تهدى نوعا ما, وفي مرة وانا قاعد مع أمي سألتها عشان نتكلم شوية ونغير حالة الصمت اللي خيمت على البيت دي "هي عمتي راحت فين يا أمي واختفت ازاي" أمي بصتلي باستغراب شوية وبعدها قالتلي إنهم صحيوا في يوم لقوها اختفت من البيت وأمها تعبت بعد اليوم ده نفسيا جدا وبقت حالتها زي مانت شايف, ست كبيرة وبتهلوس كتير ودايما بتنادي عليها عشان ترجعلها, ده حتى هي مش مستوعبة ان ابنها مات اللي هو أبويا.. معرفش ليه أشفقت على جدتي أكتر وقررت أزورها وأقعد معاها شوية لعل وعسى يكون في فعلي ده نوع من أنواع البِر لأبويا,
وتاني يوم اتحركت على بيت جدتي اللي من بعد هروب بنتها أو اختفائها قررت تعتزل كل الناس وتعيش لوحدها في بيت ضخم جدا, روحتلها وبدأت أخبط على باب البيت, بس وانا بخبط اتخيلت بحد بيبص من ورا ستارة الشباك عليا, بصيت لفوق لقيته اختفى ورا الستارة بسرعة, تجاهلت اللي شوفته لحد ما جدتي فتحتلي, سلمت عليها وهي كانت نوعا ما قادرة تميزني رغم إن الكِبر أثر عليها وكانت قربت تتجنن حرفيا.. دخلت قعدت في الصالة وسلمت عليها, كانت صامتة مبتتكلمش خالص ونظرها شاخص ناحية الحيطة, ست عجوزة ووشها مشقق ولابسة اسود وقاعدة شبه بتكلم نفسها, طلبت منها لو احتاجت مني حاجة تتواصل معايا وقررت أمشي لأني مش هقدم في وجودي ولا هأخر.. بس قبل ما أتحرك سمعت وكأن حد بينادي بإسمي من مكان بعيد, أرهفت السمع شوية وانا مش فاهم إيه ده, بس فعلا كان فيه زي صوت بينادي عليا, بصيت ناحية سلم البيت لمحت خيال اتحرك واختفى