قصة قصيرة أب بلا قلب
كانت الساعة الثامنة ليلاً دخل الأب الى البيت يتنقل بين الغرف بنظراته القاسية وشعره المرتب وسيجارته المعتادة وكانت زوجته قد استسلمت للنوم بعد نهار شاق وكانت ابنته الشابة الجميلة قد انتهت من تنظيف المطبخ واستلقت لتقرأ قصصها وكان بقية الاولاد مستغرقين في حل واجباتهم المدرسية صرخ بأعلى صوته : ليجتمع الجميع لا أريد التأخير لقد اتخدت قراري لن أتراجع على الإطلاق إنه قرار لا رجعة فيه ضحك وهو يدخن سيجارته بشراهة وارتمى على الأريكة وقد غمره إحساس بالكبر والغطرسة إلى درجة أنه غير نبرة صوته وطريقة نفخه لدخان سيجارتة مع دندنة غريبة إنني في حلم لقد قفزت قفزة عملاقة إنها فرصة العمر هرولت ابنته الشابةا ناسيةً نفسها واقتربت أكثر منه دون خوف واتجه الإخوة جميعهم نحوه :
ماذا يحدث معك ماالجديد لم نراك هكذا منذ فترة : هذا لاني وضعت رجلي على أول طريق للتغيير يا زوجتي هل تعلمون أن الجميع يحسدني الآن كل من يعرفني وكان ينتظر اندثاري حتى اليوم كان الجميع ينتظر أن اننتهي وأن أصبح من المتسولين أما الآن فإن الجميع سيصطدم من هدايا القدر واتجه الى المطبخ ليحضر كوب ماء تم جلس إنكم بعيدين جداً عن صعوبة الحياة لاتعلموا مقدار ما أبذله من جهد لأوفر لكم لقمة العيش ولم أطلعكم يوما على الإفلاس الذي كنت أتصارع معه ولا أخفي عليكم لقد فتح لي باب من ابواب الخير وفرصة لنصل ونكون من الأثرياء : ماذا تعني ؟ وكيف ؟ تغير وجه الزوجه وأشرق بالبهجة ونظرت الفتاة لأمها وإخوتها يتبادلون ابتسامات ملؤها الفرح : أجل أعطيت كلمتي والآن ابنتنا ستكون زوجة إبن أغنى رجل في المدينة الكل يعرف بمكانتنا اليوم إفرحي يا ابنتي زغردي يازوجتي انشروا الخبر بقدر استطاعتكم أخرج من جيبه عقد عمل مدفوع الأجر لمدة سنة وأعطاها لابنته وهي في كامل ذهولها وصمتها وأشار الى إمضائه : إقرئيها تمعنت الابنة وقرأتها بتأني :
اقرئيها جيدا ونظرت الزوجة الى ابنتها وضمتها مع حزن عميق ثم بدأت الزوجة تقرأ بتأني لقد تم عقد عمل مدفوع الأجر لمدة سنة بموجب اتفاق مسبق : أتمي القراءة أتمي لقد زوج ابنته الشابة غيابياً وهو في كامل قواه العقلية حيث تنازل الاب الثري بكل املاك ابنه المعاق لزوجته المستقبلية وذلك في يوم الواحد من يناير بتعهد من طرف الأب والابنة الاعتناء بالزوج المعاق طيلة حياته وكل املاك يا ابنتي واصلي القراءة وأن تكون زوجة مطيعة وألا ترفض له طلبا : هل اطلعتم على كل شيء الآن؟ إنكم ترون إذاً اننا الآن من اغنى الأسر في المدينه والكل يعرف هذا إننا من وجهاء البلد أمسك الأب بالعقد ووضعه في جيبه سأسارع الان لأطبع العديد من الدعوات للفرح سوف أسرع لننتقل قريبا إلى القصر وضع الأب سيجارته في فمه وانطلق إلى إتمام مراسم الفرح يرافقه إحساس بالغطرسة والكبر مع الفرحة تاركاً ابنته تصارع الصدمة التي أفقدتها عقلها بقلم #مونيا_بنيو_منيرة